مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة

استكملت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة مشروع تطوير نظام الطاقة الكهروضوئية المركزة (HCPV) بالتعاون مع جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل والشركة الأمريكية 'أرزون سولار'. ويُمثل هذا المشروع خطوة متقدمة ضمن جهود المملكة للتحول إلى الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استهلاك الموارد، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

نظام متطور لتحمل الظروف الصحراوية

صُمم نظام HCPV لتحمل الظروف البيئية القاسية في المملكة، بما في ذلك درجات الحرارة المرتفعة والمناخ الصحراوي. ويعتمد على عدسات عالية الكفاءة لتركيز ضوء الشمس على خلايا شمسية متعددة الطبقات، تصل كفاءتها إلى 40%. هذه التقنية، المستخدَمة في الأقمار الصناعية، توفر كفاءة تشغيلية تصل إلى 30% عند احتساب تركيز العدسات، ما يجعلها واحدة من الأنظمة الأكثر تقدمًا في هذا المجال.

كما قدّمت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تصميمًا مبتكرًا يتضمن نظامًا خاصًا لتبريد الخلايا الشمسية، مما يُحسن الأداء العام للنظام ويعزز كفاءة تحويل الطاقة، ما يجعله خيارًا مستدامًا للطاقة النظيفة في المملكة.

جزء من مبادرة توطين التقنيات

يأتي المشروع تحت مظلة مبادرة توطين التقنيات، التابعة لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، أحد برامج رؤية المملكة 2030. ويهدف إلى:

تعزيز التحول للطاقة المتجددة: دعم الجهود الرامية لتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة.

تنويع مصادر الطاقة: توفير مصدر طاقة مكمل للمصادر التقليدية.

تحقيق التنمية المستدامة: تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

دراسات لتحسين الجدوى الاقتصادية

أجرت المدينة دراسات فنية واقتصادية لتقييم فعالية التقنية في بيئة المملكة. وركزت الدراسات على خفض تكاليف الإنتاج لتصبح منافسة لتقنيات الألواح الشمسية التقليدية.

هذا المشروع يُبرز التزام المملكة بتطوير حلول مبتكرة تدعم التحول نحو اقتصاد مستدام، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، مع تقليل التأثير البيئي.

يمثل هذا المشروع نموذجًا ناجحًا للتعاون بين المؤسسات المحلية والدولية في مجال البحث والتطوير، ويؤكد دور المملكة في ريادة التقنيات المتجددة على مستوى عالمي، بما يعزز من مكانتها كدولة طموحة تسعى إلى تحقيق مستقبل أكثر استدامة.