وزير المالية محمد الجدعان

افتتح وزير المالية رئيس مجلس إدارة هيئة الزكاة والضريبة والجمارك محمد بن عبدالله الجدعان النسخة الثالثة من مؤتمر الزكاة والضريبة والجمارك، الذي جرت فعالياته في مدينة الرياض خلال الفترة من 3-4 جمادى الآخرة 1446هـ الموافق 4-5 ديسمبر 2024م تحت شعار 'نرسم المستقبل لاقتصاد مستدام وأمن معزز'.

التحول الرقمي ومستهدفات الرؤية

وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الجدعان أن لهيئة الزكاة والضريبة والجمارك دورها الفاعل في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، خصوصا فيما يتعلق بالتحول الرقمي الذي قطعت فيه شوطا كبيرا ليكون أحد أهم الممكنات في تسهيل الأعمال، حيث حققت الهيئة نسبة 99.35% في مؤشر الأمم المتحدة للحكومة الرقمية، وذلك بفضل تطوير خدماتها الرقمية.

وأوضح أن مؤتمر الزكاة والضريبة والجمارك يُعد عنصرًا أصيلًا في تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي والدولي، وفي إبراز جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز التجارة البينية وتسخير التقنية، وتعزيز أوجه التعاون الدولي من خلال عقد الشراكات الثنائية والدولية مع كثير من الدول لتبادل الخبرات في العمل الزكوي والضريبي والجمركي.

من جهة أخرى، شارك وزير المالية في الجلسة الحوارية التي أقيمت ضمن أعمال المؤتمر تحت عنوان 'تعافي ونمو الاقتصاد في ظل التحديات العالمية'، بجانب وزير المالية والاقتصاد الوطني في مملكة البحرين الشيخ سلمان بن خليفة الخليفة، ومعالي وزيرة المالية في الجمهورية الإندونيسية الدكتورة سيري مولياني أندرواتي،  وزير الدولة للشؤون المالية في جمهورية الهند السيد بانكاج تشودري.

وأوضح أن حكومة المملكة العربية السعودية تعمل على تعزيز استثماراتها لتنمية اقتصادها، منوهًا أن الاستثمار في القطاعات الواعدة يعزز النمو الاقتصادي، ويخلق فرصًا وظيفية واستثمارية عديدة.

تحديات رقمنة الاقتصاد

كما أكد أن ‎رقمنة الاقتصاد قد خلقت تحديات في تحصيل الإيرادات لبعض الدول، لكون أنشطة الشركات الرقمية فيها افتراضية. ولذلك، عملت مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على اتباع نهج حل الركيزتين لمواجهة التحديات وضمان تحصيل الضرائب وفق أفضل الممارسات العالمية.

وعلى هامش المؤتمر، وقع وزير المالية عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الدولية مع كل من دولة الكويت، وجمهورية كرواتيا، وجمهورية كوسوفو، وذلك بهدف تجنب الازدواج الضريبي، ومنع التهرب الضريبي، والتعاون في مجال الإدارة الضريبية، والتعاون والمساعدة المتبادلة في المسائل الجمركية.

كما عقد  على هامش المؤتمر مجموعة من اللقاءات الثنائية مع عدد من أصحاب الوزراء، وهم وزير الدولة للشؤون المالية في جمهورية الهند السيد بانكاج تشودري، ووزيرة المالية في الجمهورية الإندونيسية الدكتورة سيري مولياني أندرواتي، ونائب رئيس الوزراء ووزير المالية في جمهورية كرواتيا السيد ماركو بريموراك، ووزير المالية والعمل والتحويلات في جمهورية كوسوفو السيد هيكوران موراتي، ووزير المالية والاقتصاد الوطني في مملكة البحرين الشيخ سلمان بن خليفة الخليفة.

وفي الكلمة الرئيسية التي ألقاها  نائب وزير المالية عبدالمحسن بن سعد الخلف ضمن أعمال المؤتمر بعنوان 'دور الزكاة في تعزيز الترابط الاجتماعي' أكد أن الزكاة ركيزة اقتصادية واجتماعية تحمل في جوهرها قيماً عظيمة تعمل على بناء مجتمع متوازن وعادل.

ترسيخ القيم ودعم البرامج الاجتماعية 

وأضاف إن الزكاة تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الترابط المجتمعي من خلال ترسيخ قيم المسؤولية الاجتماعية والتضامن، مشيرا إلى أن المملكة التزمت بتوجيه إيرادات الزكاة لدعم البرامج الاجتماعية، بما في ذلك تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي مثل إعانات الضمان الاجتماعي.

ويعقد مؤتمر الزكاة والضريبة والجمارك ليجمع الخبراء وصناع القرار والقادة من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أحدث الاتجاهات والتقنيات والنماذج المعاصرة في جباية الزكاة وتحصيل الضرائب وتنظيم الأنشطة المتعلقة بالعمل الجمركي عبر جلسات حوارية ثريّة، وورش عمل تفاعلية، ومعارض تقنية، يتجاوز بها الحاضر ليرسم مستقبلًا يتسم بالتكامل بين الاستدامة الاقتصادية وتعزيز الأمن.