“اللون الاحتياطي يظهر الأهلي كفريق عادي.. والقميص الأحمر يخيف بعض اللاعبين”، كان هذا تصريحًا من سامي الشيشيني مدير الكرة بفريق البنك الأهلي، عقب مباراة فريقه الماضية ضد المارد الأحمر في الدوري المصري.

تصريح عرض الشيشيني لسخرية كبيرة، ولكن على الجانب الآخر كان عدد من جماهير الأهلي تنتقد خوض الفريق لمباراة البنك بهذا القميص، بل وقال البعض أنه سبب التعادل السلبي لفريقهم في لقاء الجولة الرابعة بالدوري المصري.

ولكن هل لون القميص قد يؤثر بالفعل على نتيجة فريق في مباراة وليس الجوانب الفنية او الذهنية أو البدنية؟ الإجابة هي نعم قد يحدث الأمر بالفعل، بل وحدث في مرات عديدة.

الزمالك ومانشستر يونايتد بين التفاؤل والتشاؤم

واقعة أخرى غير الأهلي كانت في مصر أيضا ولكن من جانب الزمالك، الذي قرر خوض مباراة السوبر الإفريقي يوم 27 نوفمبر 2024 ضد غريمه التقليدي بالقميص الأسود، وعندما انتصر خاض به أيضا السوبر المصري ولكن خسره هذه المرة.

ولكن واحدة من أشهر الوقائع كانت من نصيب مانشستر يونايتد، في عام 1996 عندما كان من ضمن أطقم النادي قميص يحمل اللون الرمادي، ويبدو أنه كان تميمة نحس للشياطين الحمر، فقد ارتداه الفريق في 4 مباريات لم يفز في أيًا منهم.

وفي المرة الخامسة كانت الصدمة الكبرى حيث لعب مانشستر يونايتد ضد ساوثهامبتون في العام ذاته بأحد المباريات بالدوري الإنجليزي، وكان الفريق يرتدي الزي الرمادي واستقبل في الشوط الأول 3 أهداف دفعة واحدة.

وفي الشوط الثاني طلب السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد، من لاعبي الفريق أن يقوموا باستبدال هذه القمصان ودخلوا الشوط الثاني بألوان مختلفة بالفعل، وحموا مرماهم من الهدف الرابع وسجلوا هدفًا ولكن لم يكن الأمر كافيًا للفوز.

#OnThisDay in 1996, not even a half-time kit change could stop Man Utd falling to defeat against @SouthamptonFC at the The Dell pic.twitter.com/CisxRI2fv2— Premier League (@premierleague) April 13, 2018

وكشفت صحيفة “مانشستر إيفينيج نيوز” الإنجليزية، أن هذا القرار من فيرجسون جاء بعد نصيحة من “جيل ستيفنسون” وهي إحدى أعضاء طاقم مانشستر يونايتد الطبي، وكانت خبيرة في في مجال الرؤية والإدراك البصري وظلت تعمل في النادي لمدة 20 عامًا، وهي التي أكدت للسير أن هذا اللون الرمادي يؤثر على اللاعبين بشكل سلبي ولم يتمكنوا من رؤية بعضهم البعض بهذا اللون، لذلك يجب تغييره بين الشوطين.

اللون الأحمر وتأثيره على حصد البطولات

وحسب دراسة لعلم النفس الرياضي نشرتها شبكة “kitlocker”، فإن ألوان القمصان بالفعل يكون لها تأثير على اللاعبين سواء لاعبي الفريق أو الخصم، ويكون لها تأثير على النتائج واللعب الجماعي وغيره.

وهو تقريبًا نفس ما قالته شبكة “sportskeeda” والتي شبهت مباراة كرة القدم بالحرب، وأن الزي فيها يكون له تأثير مثل الحرب بين الطرفين.

والتأثير ليس فقط من الناحية النفسية بل على جزء الرؤية والإدراك، وأن ألوان القمصان تؤثر على تقييم مواقع اللاعبين في الملعب، والألوان البيضاء تحديدًا تؤدي إلى أفضل تقييم للمواقع في الملعب.

فيما ذكر بحث نشرته شبكة “that thinking feeling“، أن اللون الأحمر له تأثير كبير في الفوز بالمواجهات ليس في كرة القدم فقط، بل في مختلف الرياضات، لأنه لون يحفز مشاعر الغضب والهيمنة عند اللاعب

فبالبحث حول أطقم كرة القدم بين أفضل 70 فريقًا في كرة القدم الإنجليزية للرجال من عام 1947 إلى عام 2002، كانت الفرق التي ترتدي اللون الأحمر تميل إلى الفوز بالمباريات أكثر من الفرق التي ترتدي ألوانًا أخرى.

وهذا الأمر سيقوضنا إلى أن كل من ليفربول ومانشستر يونايتد وأرسنال عاشوا فترات تاريخية خلال الحقبة بين 1947 إلى 2003، وذلك لأن 60% من أبطال نسخ الدوري الإنجليزي خلال هذا السنوات كانوا يشتركون في اللون الأحمر.

وفي أولمبياد 2004 في أثينا، كان ارتداء اللون الأحمر يعني أنك أكثر عرضة للفوز في منافسات لعبتي التايكوندو والمصارعة الحرة.

وتم تفسير هذا الأمر أن، هذا اللون يثير غضب من يلعب أمامه وتركيز من يلعب به، لأنه يشبه لون الدم الذي يظهر على وجوهنا أوقات الغضب، وأيضا لون مثير للحماسة.

والألوان التي تأتي في المرتبة الثانية بعد الأحمر التي تساهم في الفوز، هي الأبيض والأزرق وهما اللونان اللذان يتم إرتدائهما في رياضة الجودو، وفي أولمبياد 2004 أيضا، كان يعني إرتداء اللون الأزرق في هذه الرياضة يعني أن أقرب عرضة للفوز.

والحديث والأبحاث في هذا الأمر تطول وتناولها العديد من الباحثين والعلماء، وجميعهم وصلوا إلى نتيجة واحدة وهي أن هناك تأثير ولو بسيط للون القميص على نتائج الفريق الذي يرتديه وهناك ألوان مثل الأحمر والأزرق والأبيض لها تأثير إيجابي واضح، وبالتالي فإن الأهلي والزمالك ومانشستر يونايتد كانوا على حق في قراراتهم هذه.